الافلاج في عمان

  تميز فلج الخطمين بنيابة بركة الموز التابعة لولاية نزوى العمانية، الذي يتفرع الماء المنساب منه إلى 3 أقسام، بهندسة فريدة. ومن عجائب دقة تقسيم فروع الفلج الثلاثة أنه إذا ألقيت ثلاث كرات متساوية في الحجم والوزن في الوقت نفسه بمجرى الفلج قبل ي نقطة تقسيمه لذهبت كل منها في قسم يختلف عن الآخر. ويحظى الفلج، الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار في ظل نشاط السياحة الداخلية في السلطنة إثر أزمة «كورونا»، باهتمام كبير ومتواصل. وهو أحد الأفلاج الخمسة بالسلطنة المسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» ضمن التراث العالمي منذ عام 2006 بسبب نظامه المائي الفريد وكأقدم هندسة ري منذ ما يزيد على 2000 عام. وينقسم مجرى فلج الخطمين عند مدخل البلدة إلى 3 أقسام متساوية أحدها يروي مزارع الأهالي، أما القسمان الآخران فيعودان للالتقاء في مجرى واحد وهما مخصصان لري الأراضي الزراعية التابعة لبيت المال الذي تملكه الدولة. وما يميز الفلج مرور قناته داخل أحد الحصون الشهيرة بالسلطنة وهو حصن بيت الرديدة الذيبني في عهد اليعاربة (1649 1711م).

يعد  “فلج الملكي” بولاية إزكي بمحافظة الداخلية أحد أشهر وأكبر الأفلاج في السلطنة، وعلامة تدل على عظمة وهندسة وإرادة الإنسان العماني وحرصه الشديد على التعمير وتوسيع الرقعة الزراعية في عمان قديمًا، ويعود تاريخ إنشائه إلى عهد مالك بن فهم الأزدي. ويشكل الفلج المحور الأساسي للحياة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية لأهالي ولاية إزكي الذين يعتمدون عليه بشكل كبير في ري المزروعات والبساتين، وللفلج أملاك وقف خاصة به كالنخيل والأراضي وكذلك له حصص من المياه، وهذه كلها يمكن بيعها أو بيع موسمها أو بيع حصص المياه بما يعرف بــــ (القعد) أي الإيجار، ويتم تجميع كل الريع لاستخدامه لأغراض صيانة الفلج.